منصّة إلكترونية ثقافية لِفائدة القرَّاء العرب معرفيًـا من خلال طرح العديد من المواضيع الفكريَة والترفيهيَّة المفيدة ونشـر مراجعات الكتب والآراء.

الأحد، 21 فبراير 2021

مراجعة كتاب "حولَ إعادة تشكيل العقل المُسلم" لِـعماد الدين الخليل.


كتاب يدرس العقل المسلم في فترات أوْجِـه وتدنّـيه ويُعطي بعض الحلول الجِذرية بمثابة "مُبرمِجات" قد تُساهم في إعادة صياغته وتشكيله وتسخيرهِ للخِدمة والإبداع.






يحمل الكتاب العديد من المضامين الفريدة قد أستخلِصُها في بعض الفصول المقدّمة فيه:

الفصل الأول:ط
رأ على العقل المسلم بعض التحوّلات التي حرّرته من التقويض الجاهلي وأعطته آفاق شاسِعة للتميّـز بعدما كان في تقويض الجاهلية المرّة (اقرأ كتاب الأصنام لابن الكلبى)، وهذه التحوّلات أو النّقلات تتمثل في:

18745313_460119954331539_868804863_oHébergeur d'images

الفصل الثاني:

كان بمثابة فُسحة لأحوال المسلمين في العصر الذّهبي، وقد همّ الكاتب بالمدح وذكر أشهر العلماء ومُنجزاتِهم ودورهم في إبقاء زاد حضاري تاريخيّ للأروبيين أمثال ابن الهيثم ...
الفصل الثالث: 

"الهيكل الحضاري للرؤية الإسلامية" بالنسبة لعِماد الدين الخليل هو التحام ثلاث مُعطيات ضرورية لتحقيق النشاط الحضاري الفعّال وهي: الأرضية (المساحة التي تتعرّض لِأفعال الإنسان التي يتوجَّب أن تكون أفعال إيجابية من إصلاح وإعمار) الانسان:(بمثابة خليفة الله في الأرض، القادر على التحريك والتغيير لما منَّ الله عليه من قدرة جسدية وعقلية)، وبرنامج العمل: ( المُتمثّل في الدّين الذي يُحكم حركات الإنسان ويُضبطها وِفق الأصول والقواعد).

الفصل الرابع: 

وهو الأكفأ حيث صوَّر لنا الملامح والشروط الأساسية لِلفعل الحضاري: 

  • بناء الذّات الحضارية: بتنمِية روح العمل والإبداع بتوفّـر معطيات الزّمن والإيمان بالله والإرادة.
  • محاربة التخريب والفساد: بسدِّ سُبل التّجزِئَة والفِتن وتحقيق بذلك حماية حضارية.
  • التوازن بين الثنائيات وتوحّدها: وذلك يكون بين الرّوح والمادة بحيث لا يكون فرط ولا تفريط في حقّهما ويكون أي حركة حضارية إنسانية غايتها تعبُّدية مربوطة بالله عزّ وجلّ.
  • التناغم والوِفاق مع الطبيعة والكون: حيث يتطلّب أن تكون العلاقة بين الكون والإنسان علاقة انسجام وتقبُّل وتواصل واندماج في سبيل التّنقيب وتحقيق التكاملية والتفاهم.
وتكلّم عن الميزة التحررية التي حققها الأسلام للشّعوب وأيضًا ركّز في عدم اعتبار الانجاز الحضاري الهدف النّهائي طالما هذه الدنيا المُعاشة مُقترِنة بالفناء والهباء، وإنما يكون في سبيل الهناء وتطبيق شريعة الله الدّاعية للعمل في كنفِها.

الخِتام:في نهاية قولهِ، أخرج إلينا مفتاحين قد منحهما الإسلام سابقًا للخلاص من الخِناق والاندثار والتخلُّف والالتحاق بالتكنولوجيا الإسلامية: وهو التغيير الذّاتي الذي يشمل سائر المكوّنات النفسية والعقلية والجسدية للإنسان (تصفية السيء وإبقاء الصّحيح)
والإعداد الذّاتي المُتمثّل في التهيّء لاستقبال العلوم والأوصاف في حضور عقل مسلم مُشكّل كما أراد له الدّين، خاضعٌ للمعايير المطلوبة.
وهذا البحث كلّه تحت ضوء قرآني.
المشكلة في هذا الكتاب، وبالرّغم من أهمية بعض النقاط في محتواه، إلاّ أنّه شديد الاختصار ومُكـرّر حد السّأم، فالفصل الرابع هو من كان له فضلٌ في ثراءه وتقريبه إلى المعنى والفاعلية.
أجِده لطيف ككتاب، ولكنّ بيني وبينكم، مالك بن نبيّ سيدُ قومِه ولن يفوته أحد.

اقتباســات:


  • "والاقتناع بأنّ التفوق العلمي والتخصص النّادر الذي يتحصّن صاحبه بالدّين القويم هو المطلوب لهذه الأمة".

  •  "إنّ الانتماء إلى الإسلام يعني -في نهاية التحليل- الموافقة المبدئية على الدخول في عمل مُبرمج مرسوم...والإيمان بالله يعني التحقق بالقناعات الكافية بجدوى هذا العمل..أما التقوى فهي تلك الطاقة الفذّة التي تشعل مصباح الضمير فيظلّ متألقًا متوهجًا ويجيء الاحسان كي يضع الإنسان المؤمن المتقي في القمة (الإبداع).."
  
  • "وإنّ تراكم الخبرة، ونمو معطيات الكشف والابتكار، ستقرِّبُ البشرية من لله.."

  •   "إنّ الإيمان الذي يقوم عليه بُنيان الدين يجيء دائمًا بمثابة (مُعامل حضاري) سيمتدّ أفقياً لكي يصبّ إرادة الجماعة المؤمنة على معطيات الزمن والتراب، ويوجّهها في مسالكها الصحيحة".

  •  "واليوم فإنّه ليس بمقدور قوة في الأرض أن تبعث المسلمين من جديد للفِعل الحضاري ما لم تتهيّأ الشروط والمواصفات نفسها..ما لم تتحقّق بالتّحوُّلات الحاسمة ذاتها: عقيديًا ومعرفيًا ومنهجيًا".

رابط التّحميل المباشر: https://ia801206.us.archive.org/25/items/FP004Umma/004_umma.pdf

                 مع تحيّـاتي عائشة نور 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا رَأيك :

المتابعون