منصّة إلكترونية ثقافية لِفائدة القرَّاء العرب معرفيًـا من خلال طرح العديد من المواضيع الفكريَة والترفيهيَّة المفيدة ونشـر مراجعات الكتب والآراء.

الجمعة، 19 فبراير 2021

مراجعة كتاب "مائة سؤال عن الإسلام" لِمحمد الغزالي.

عندما يُسأل أحد العلماء سؤالاً، دائمًا ما أُطلِق سمعي وألملمُ تركيزي لإنصاتِ الجواب.

   100 سؤال وجواب عن الإسلام، كتاب من أنامل الغزالي، أين أعطى فيه مفاهيم عِدّة لقضايا جمّة تخصّ الإسلام بهدف إثراء المستوى الإطّلاعي للمسلم عن الدّين.





مضمون الكتاب:

لو أردنا تقسيم المُحتوى إلى قِطع وجدنا عمومًا أنّ الكاتب في الاسئلة الأربعة الاولى يتحدّث عن الإسلام بشكلٍ عامّ (من ناحية التّسمية، سبب التولّد، الأركان الخمس، والفطرة).


ثم يُبرز في الأسئلة الموالية موقف الإسلام ورأيه في العديد من القضايا الإيمانية (أهل الكتاب، والأنبياء الأوّلون)، والبعثِية (التي تتحدّث عن الآخرة، والعقاب والبرزخ)، ناهيكَ عن قيمة الأركان التّعبديَة التي بُني عليها الدّين (تفصيله عن الصلوات الخمس، رمزية الوضوء والمسجد، حكمة الحجّ والصوم..)، أيضًا عن الجهاد (مفاهيم حول السَّلم والحرب، وأسباب حمل الرّسول للسيف)، تكلّم عن التأثير الإسلامي الإيجابي للنّفس البشرية (من نبذ كلّي للعنصرية وحفظ كامل للحقوق..)


ثم تطرّق الغزالي إلى شرح ما بُهِم في المسألة القرآنية (من وُقوع النسخ، والفرق بين الوحي القرآني والحديث القُديسي، وأهمية القَصص المسرودة في القرآن، الـخ) وتوسّع كثيرًا في الفقه وتحدّث عن الجنّ والملائكة وعلاقتهما بالإنسان وعن أسماء الله الحسنى الـ99 حيث شرحها كلّها بطريقة موجزة؛ ولم يكتفِ بهذا القَدر فقط بل راح إلى الجانب الاقتصادي والنّهضوي والنّسوي أين تبحّر في معطيات نجاح وصحوَة الأمة في الأسئلة الأخيرة والوُسطى تقريبًا كانت حول الآفات الخُلُقية وحكمها (الخمر، المخدرات، الحشيش، شروط تناوُل اللّحوم...) وبيّن دور المرأة وأبطل فيها العديد من الشُّبَه والأحكام المُنبعثة من التقويض العُرفي والتيّارات المُتشدّدة (تكلّمه عن قضية خروجها وعلمها وعمَلها وحتى ناقش حُكم النقاب وحَجب البيوت). 
هذا كان باختصار صورة شمُولية حول طبيعة الأسئلة وموضوعها.



النقد:

قد يتعجّب مني الناس ويسألون؟ رشا لِمَ تقييمكِ ضعيف نوعًا ما؟ 3نجمات فيه ..

 الجواب الأمثل بالنّسبة لي يجب أن يكون خاضِعًا لمعايير الصِحّة والمنطقية والمباشرة.
وهنا، أجوبة الأسئلة لم تكن بالمستوى المطلوب الذي تمنّيتُه، كان غالبًا ما يتعمّق في أمورٍ ثانوية محض فينسى جوهرِية المطروح وبهذا يقوم بتضييع الأجوبة النهائية عند كثيرٍ من الإشكاليّات...فتبقى الخاتمة مفتوحة، نحتارُ بعدها في الحُكم النّهائي أو حتى مرّات المقصود، هل هو مع؟ هل هو ضدّ، أحرامٌ أم حلال؟ وهذا بسبب غِياب عنصر هامّ: المباشرة.

   وجدتُ أيضًا أنّ فقـراتهُ طويلةً جدًا وتُصيبكَ بالإعياء وغير مُنظّمة، هناك كمٌّ من الأسئلة تتحدّث فيها عن الأركان، ثم تُمرّر عدداً لا بأس به من الأسئلة كي تتحدّث وراءها عن الصّوم؟ هذا لن يساعدني على التّرسيخ بل على التّيه بالدرجة الأولى.
أيضًا اللّغة، جاء أسلوبها شبيهًا بعلي الطّنطاوي...أو مُطابقًـا له. تحوّلتِ الكثير من الأجوبة العلمية إلى خواطر مشاعرِية بها لطخة إفادة للأسف.
ثم لالالالا هو ليس سيئًا لتلك الدرجة!

   استدرك خطأه في بعضها ونجح في تحقيق مِثالية الجواب عند العديد من الأسئلة -لنُكون صريحين وغير ظالمِين- والتي هي: (شرحه للأسماء الإلهية الحسنى وذكرهِ لأحاديث آخر الزمان، وموقف الإسلام من اختلاط الجنسيْن، وموقفهُ من المرأة).


 وعن بعض الاقتباسات الرّائعة التي سأُشاركها لكم في أقرب تحديثٍ للرّيـڤيو.
ومن هنا أشكرُ الجميع على تكبُّدِ عناء القراءة الطويلة، وإلى كتابٍ آخر إن شاء الله.
 


رابط التحميل المباشر:http://www.sooqukaz.com/index.php/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%8A?task=document.viewdoc&id=5937


مع تحياتي  عائشة نور .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا رَأيك :

المتابعون