اختفاء اللغة الفرنسية: La
Disparition de la langue française
مِمّا لا يمكنني الجِدال فيه، هو أنّ "آسيا
جبار" روائيّة فذّة.

يمكنني تسميَتها سفيرة الأدب الأجنبيّ في
الجزائر. ستدركون لماذا! تستطيعُ الحكم في درجة تعقيد لُغتها .. مثلًا رأيتُ هذا
المؤلّف أسهل ومفهوم أكثر من كتاب "ظلال سُلطانية" شيء لا يستطيع
أدائه "مولود فرعون" أو "ياسمينا خضرا" أو
"بوجدرة"-دون التقليل منهم- الذين يسيرون على نفس نهجِ أسلوبهم الذي لا
يتغير إلا قليلاً.
تتحدَّث هذه الرواية عن "بركان"، رجل
في الخمسينات قضى منتصف عمرهِ في فرنسا، وعندما استقـال من عمله، قرّر
العودة إلى أرض الوطن وهنا يغترِبُ من جديد، ويعيشُ في تضارُبٍ ثقافيّ وحضاري،
مفهوم الممنوع والمسموح .. الحلال والحرام، الحرمة والتحرّر .. النوستالجيا
والحنين لتلك الطفولة المُتَعجرِفَـة التي قضاها مع أخيه إدريس. الإطار الزَّماني
قد مسَّ الحِقبة الاستعمارية، العشريَّة السوداء وآلامها .
هناك بعض الوَقفات التي لم تَرُق لي في الرواية،
تبرّر لي أنّ شخصية "بركان" لم يكن سِوى تسجيد روائي لآسيا جبّار التي
تقوم بسرد آيدولوجيّاتها ومواقفها لتوجّهات معيّنة لم أتّفق معها فيها، إنَّ آسيا
عاشت حياة بركان، لربما البيئة التي نشأت فيها جعلها تُكوّن مواقف مغلوطة
جدًا.
.بعضها صائب لا شكّ فيه عند حديثها عن شخصية
مصالي الحاج على لسان بركان .. كان فعلاً فصلاً مميّزًا.
ثانياً العنوان لم يرق لي، لا معنى له، قد كان
فيه حِس تشويقي لكن فعلاً غريب. فبركان قد اختفى في ختام الرواية في منطقة
"دلس" ولم يجدوه بعد ذلك. لكن ما العلاقة بين بركان واللغة الفرنسية؟
لماذا تلك المقاربة؟ ولو أنّه قال أنَّ اللغة الفرنسية هو عبارة عن لغة
ذاكرة Une langue de mémoire .
.. لكن لا أثر لها في جلّ التسلسل الروائي كنتُ
أفضّل عنوانًا شاملاً.
في الأخير، أدعو الله أن يرحم الكاتبة ويسكنها
فسيح جنّاته، وأرفع القبعة لهذه المرأة العظيمة التي آمنت بنفسها وكوّنت ثقافة لا
بأس بها، وكتبت للوطن فقط.. للوطن.
اقتباسات :
N'oublie jamais! mets-toi toujours à la place de l'autre! Renverse toujours la situation avant de juger, de décider
مع تحياتي عائشة نور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رَأيك :