لم
أكن أظنّ نفسي أن أبدأ الرّواية على الساعة الثامنة صباحًا وأنهيها الآن، الكثير
من المشاعر المُتضاربة التي تحتاج مناقشة تحليليّة بين زملائي القرّاء.
ملاحظة: أنا قرأتُ الرواية باللغة
الفرنسية، فلستُ أنذر بنوعيّة الترجمة والنّشر ومدى تأثيرهِ عن توازن الرواية من
حيث المفهوم والانسيابيّة.
الموضوع:
تتحدّث الرواية عن راعِ
غنم أندلسي يُدعى "سانتياغو"، يعيش حياته التّرحالية الاعتياديّة حتى
يكتشف أنّه يُقاد من قبل شخصين فريدين إلى رحلة البحث نحو كنز ذهبي في أعالي
الأهرامات بمصر . أين تتغيّر حياة الراعي الغنم الشّاب البسيط ويجوب البحار
والصحاري ويقوم بالعمل كبائع للكريستال، ويتعلّم ويكتسب الخبرات ويعشق فتاةً من
البدو التي تجعلهُ "خيميائيًا" ويُعاني مدة ما يقارب السنة للوصول إلى
تلك البقعة وِقع تهديدات وإشارات حتى يعرف أنّ الكنز كان في مدينته!!! في الكنيسة.
النقد:
الكثير من المعاني
الفلسفية أراد پاولو إيصالها في هذه الرواية ولكِنّها مشت في الدرب الخطأ (سنناقش
هذا لاحقاً)، تحدّث عن الـديستين وعن الأحلام التي يجب على الإنسان تحقيقها ومهما
تولّدت العقبات والعثرات فإنّها ستكون في صالِح الإنسان، فلولا المسافة الطويلة
التي قطعها سانتياغو بطل الروايَة لكان مجرّد غنيّ ذو ثراء فاحش ولكنّه فارغ
العقل، لقد اكتسب خبرات كثيرة وحِكم وتعلّم حِرفًا .. فاكتسب ميزة رقيّ عقلي
تعمّقي كبير وهذا بحدّ ذاته كنز أوّلي قبل المادة ..
لم أجد أي تحفيز ذاتي مبتذل لما عهدناه في كتب التنمية البشرية، هذا الكتاب فيه عبارات فلسفية جميلة عن الحياة وعن النفس والقلب والحبّ المكرّرة كثيراً لكن من أجل التوكيد عن جوهريّة المعنى أظن أنّ پاولو كان سيفهم أنّ الكثير لن يستسيغوا روايته لأنّهم لن يفهموها.
المشكلة في الصّياغة الحدَثية الروائية، لقد خاب هذا التسلسل المنطقي ظنّي، لأنّ الـكُمّ الورقي كان كبيراً في قصة الترحال والبحث والاستكشاف بالتمام ثم صفحتين أو ثلاثة لِتبيان الـخاتمة الغير متوقّعة وللأسف لم تكن مدروسة بذلك الشكل الذي يمكن للقارئ تجرّعها وفهمها كانت مُتداخلة، ولاحظنا التسرَّع والمفاجئة..
يمكنني اعتبار هذه الرواية مجرّد قصة أطفال خيالية لدعوَتهم للنوم على الأحلام.. ليس رواية مشهورة بيعت لِثلثيْ العالم وترجمت لِـ64 لغة.
الكثير من الأجزاء لم
أفهم معناها:
- (الحجرتين
الذي تكلّم عنها ودائماً ما هما بكفّ سانتياغو (
- (بائع الـپوپ كورن)
- (كيف لملك يطلب الماشية من رجل فقير وهو من أصله غنيّ!! وما دلالة ذلك الملك في الرواية) .
- (كان
سانتياغو مقرّرًا أن يكون بابا للكنيسة وِفقاً لرغبة والديه، لكنّه اتّجه
لرعي الغنم .. بينما الكنز كان في الكنيسة بحدّ ذاتها، لو اتّجه لخدمتها ..
لوجد الكنز بسهولة كبيرة! ..يعني كان مشى على خطى أبويْه!! )
- (الترحال بالنسبة لسانتياغو كان شيئاً من روتينه، فذهابه حتى مصر لا يُعدّ انجازاً أبداً .. لأنّه كان متعوّداً في التجول وعدم الاستقرار في مكان ثابت، لقد اكتسب خبرات إضافية في سفره الأخير)
- (ماذا عن
ابنة البائع، أحبّها سانتياغو، ثم لا أثر لها في الرواية ولو بتلميح بسيط،
حتى نجده وقع في حب فتاة الصحراء "فاطمة" .. ! وبعد إيجاده الكنز
في إسبانيا سيعود أدراجه للصحراء لزواج فاطمة ءـء سنة في الطريق)
- (لم أكن أظنّ أن الرحلة من إسبانيا إلى مصر تستغرق المسافة إلى طنجة لمدة ثمانية أشهر، ثم ما يقارب الثلاثة أشهر يجد نفسه سانتياغو بالسحر في مصر! لو استبدل طنجة بتونس لكنتُ تفهّمت الأمر ! لأنها على الحدود، لما الحديث عن دولتين فقط)
أرى أنّ الرواية بسيطة،
مميّزة عن باقي الروايات، لكنّها في ذائقتي لا تُعدّ من النوع الفريد الذي يستحق
كل هذه الشهرة، السيرورة الروائية المختلّة وضعتني في حيّز خيبة الأمل.
مع تحياتي عائشة نور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رَأيك :