أجمِل بِكُتب التراث الإسلامي!
"التوابع والزوابع" رسالة قصصية خيالية كتبها ابن شُهيد الأندلسي للردّ عن بعض النُّقاد والمنافسين الأشِدّاء، ولأجلِ الاستعراض والمُباهاة بقدُراته الأدبية.
هو أبي عامر ابن شهيد الأندلسيّ القرطبي، أديب. بلغ منصب الوِزارة في الدولة العامرية لكنّه لم يصِل إلى منزِلة الكتابة والتخطيط في الديوان بسبب عِلّة في سمعه. وعلى هذا انغمسَ في حياة التّرفِ واللّهوِ، وأُلقِيَ في غياهب السجون من طرف ابن حمّادة لما لاقاهُ من تحريض وأذيّة كبيرين من النُّحاةِ والأدباء الآخرين بسبب اتّهاماتِهم التي تنصّ على أنّه سارقٌ مكّار (قد وجدوا شيوع بنات أفكاره وضُعف حصانتها, ولاحظوا قصائده كيف كانت مُنظمة على بحور الغير، وبطالته وقِلّة انصاته لأهل العلمِ...إلخ) وهجوم الخصوم المتواصل هذا دفعهم لِردعهم ومناضلتهم وإبطالِ تُهمهم بكتابة هذه الرسالة.
محتواها:
المدخل:
يتحدّث الكاتب عن تفاصيل تعرُّفه بتابعة (جنيّ) يُدعى زهير بن نُمير، حيث كان ابن شهيد يرثي حبيبًا له ويتأسّف على فراقه ويبكيه حتى فاجئهُ زُهير يظهر لهُ متلبّسًا ويرغب باصطفائهِ ومصاحبته بعدما رأى فيه ملامح الخِلّة.
فتأكّدت بينهما الصُّحبة، وذات يوم بينما كانا يتكلّمان في أحوالِ الأدباء وما جاء فيهم، طلب أبي عامر صاحبهُ زهير أن يُزيرهُ أرض الجنّ ويُعرّفه على توابِع الكُتّاب والشعراء؛ فوافق رفيقه وأخذه بجُواده للأرضِ المُبتغاة..حيث تصبح الفصول القادمة سرد لرحلاته التعرّفية وما دار بينه وبينهم.
فتأكّدت بينهما الصُّحبة، وذات يوم بينما كانا يتكلّمان في أحوالِ الأدباء وما جاء فيهم، طلب أبي عامر صاحبهُ زهير أن يُزيرهُ أرض الجنّ ويُعرّفه على توابِع الكُتّاب والشعراء؛ فوافق رفيقه وأخذه بجُواده للأرضِ المُبتغاة..حيث تصبح الفصول القادمة سرد لرحلاته التعرّفية وما دار بينه وبينهم.
الفصل الأول: شياطين الشّعراء.
حيث هنا يسرد ما دار بينه وبين توابع الشعراء في وادي الأرواح، حيث ساجلَ وناقشَ ونظمَ القصائد بين صاحب امرئ القيس، صاحب طرفة الجاهلي، صاحب أبي تمام العباسي، وصاحب قيس بن الحطيم الجاهلي، وصاحب البُحتري وأبي نواس ويختِم بشيطانِ أبي الطيب المتنبي.
الفصل الثاني: توابِع الكُتّابهنا، يلاقي ابن شهيد الخطباء وهم مجتمعين في أحدِ المروج للمذاكرة، ويناظِر تابعة الجاحظ وتابعة عبد الحميد ويمتحِنانه في تلوينهِ السّجعي، فتشبّ مناظرة نقدية وعِرة من زابعة عبد الحميد و زابِعة أبي القاسم الإفليلي وصاحب بديع الزمان، فيتصدّى لهم ابن شهيد ويُسكِتهم...ويُقرأ عليهم مقطعًا نثريًا له (الحلواء: جميل جدًا) ثم يَشكره ويجيزه في الأخير تابعة الجاحظ ويمدحه.
الفصل الثالث: نقّاد الجن.
هنا، يَشهد أبي عامر وزهير ابن نمير أحد مجالس الجنّ الأدبية أين يشرح الجميع معنى أبيات أحد التوابع، ويردد أبي عامر قصائد قويمة كقصائد أبي الطيّب، ويدلّ بعدها بأشعار شجرته (أجداده، أبيه، أخيه، عمّه).
الفصل الرابع: حيوان الجنّ.وهو آخر فصل، أين يصادف ابن شهيد وزهير في أحد النوادي بهيمَ الجنّ وبِغالهم، فيقع الكلام بينه وبين بغلة أبي عيسى وإوزّة أحد الشيوخ..
ولأنَّ النّقدَ كان -في أحد مواقِعِ القصص- لاذِعًا ومُقيتـاً نوعًا ما، كيف يصل الوضعُ لتعيين إوزّة يضرب فيها المثلُ في السُّخفِ والحمقِ والغباء كتابِعة لأحد الشيوخ الكبار!! ولا ننسَ نزعة مبالغٌ فيها في المفاخرة، لأنّ أسلوب أبي عامر ابن شهيد كان ينقص في الجمالية والابداع، ومليئة بالاصطلاحات الفارسية (كما جاء مع تابِعة أبي نواس)..حذفتُ نجمةً لها.
لكنّي أنصحُ بقراءة هذه الرسالة، لما فيها من الهُزلِ والجمالِ واللّطافة..والحب.
اقتباسات رَاقت لي:
- "يردُّ الفتى منهلاً خاليًا *** وسعدُ المنية في كلّ واد ويصرِف للكون ما في يديهِ***والكونُ نذيرُ.
- "ولم أرَ أحلى من تبسمِ أعينٍ، غداةَ النّوى من لؤلؤِ كان كامنًا".
- "أصباحٌ شيمٌ أم برقٌ بدا، أم سنا المحبوبِ أورى أزنُدَ".
مراجعتي الخاصة على موقع الــGoodreads:
مع تحيّاتي عائشة نور.ッツツツ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رَأيك :